Klaus.cz






Hlavní strana » English Pages » Václav Klaus about Ukraine…


Václav Klaus about Ukraine for the Egyptian daily Al Masry Al Youm

English Pages, 19. 3. 2022

لا يمكن حتى الآن إحصاء حجم معاناة مئات الآلاف من المدنيين والجنود الأوكرانيين، فضلًا عن الأضرار المادية الضخمة التي لن تؤثر على الأماكن التي يدور فيها القتال فحسب، والعواقب الهائلة للموجة الكبيرة من اللاجئين، كما أنه لا يوجد سبب لمحاولة تحديد حجمها في بداية هذه العملية المأساوية، ولكن ما هو ضرورى الآن هو المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار وهدنة والاستعداد لقبول التنازلات الهادفة والجدية المُقترحة.

ولكن تبنى مثل هذا النهج يتطلب شيئًا آخر غير إظهار العواطف والحزن والتعاطف والإيماءات الرخيصة، ناهيك عن محاولات بعض السياسيين لاستغلال الموقف للتنديد بخصومهم السياسيين، فهو يتطلب العودة إلى التفكير بشكل عقلانى للنظر في الأسباب التي أدت للوضع الحالى، وهذا هو الشرط الأساسى لإيجاد حلول تساعد على تقليل الخسائر والتكاليف.

 ولإيجاد مثل هذه الحلول، فإن استخدام الخطاب والعبارات السياسية التي تحمل الكثير من المُبالغات لن يكون كافيًا، وكذلك الانخراط في الألعاب السياسية التي تتعلق دائمًا بالسياسة الداخلية (وفى حالة التشيك، حول الانتخابات المحلية ومجلس الشيوخ والانتخابات الرئاسية القادمة).

 فالحرب مستمرة منذ ثلاثة أسابيع ولن تنتهى بسرعة من تلقاء نفسها، وحتى الآن لم يتم تحليل سبب حدوث كل هذا، ففى الأيام القليلة الأولى تم حثى على التزام الصمت، والآن، لم يصبح تحليل الوضع ممكنًا فحسب ولكنه بات ضروريًا أيضًا.

 ويجب أن نقول إن أكبر ضحية لكل ما يحدث، أوكرانيا، كانت منذ البداية مجرد أداة في لعبة أكبر، وسيكون من الرُخص اتهام كييف بأنه ما كان ينبغى لها أن تقبل هذا الدور وأنه كان يتعين عليها أن تفهم ما يحدث منذ فترة طويلة، وصحيح أنه من السهل قول ذلك، ولكن في أوكرانيا المُعقدة في مرحلة ما بعد الشيوعية والمنقسمة بشكل عميق، فإنه من المشكوك فيه ما إذا كان لدى أي شخص هناك القوة والتفويض الكافى للقيام بذلك.

 ومن الواضح أنه خلال السنوات العشر الماضية على الأقل كان هناك صدام في أوكرانيا بين الغرب وروسيا (كنت سأكتب الغرب والشرق، لكن هذا كان سينحّى الصين جانبًا)، إذ كانت هناك مباراة مؤجلة للحرب الباردة، فمن جانب الولايات المتحدة وحلفائها فإن الأمر كان يتمثل في استمرار سياسة الهيمنة أحادية القطب (التى ولّدها الانتصار في الحرب الباردة)، أما من جانب روسيا، فإن الأمر المهم كان هو عدم السماح بتجاوز «الخط الأحمر»، الذي كان بالنسبة لموسكو هو حصول الدولة المجاورة لها على عضوية حلف شمال الأطلسى (الناتو).

وأتفق مع متبنى السياسة الواقعية في السياسة الخارجية الأمريكية، من كيسنجر وبريزنسكى إلى جيل ميرشايمر وكاربنتر الأصغر، إذ إنه هكذا كانت اللعبة تتم، ولكن الحقيقة هي أن أوكرانيا لم يكن لديها نفس ورق اللعب، فهى كانت تلعب لعبة مختلفة وبالتالى فإنه كان يمكنها فقط الانضمام إلى جانب واحد أو آخر، ومنذ ثورتها في عام 2014، اختارت كييف، أو بالأحرى السياسة الأوكرانية، المواجهة مع روسيا، وذلك للحصول على عضوية الناتو والاتحاد الأوروبى.

 وقد كانت أوكرانيا تتوقع حدوث مواجهة من نوع مختلف عن تلك التي اندلعت في 24 فبراير 2022، ولكن هل كانت كييف مخطئة في ذلك؟ هل كان يجب توقع ما حدث؟ لقد اعترفت مرارًا وتكرارًا بأننى لم أكن أتوقع الحرب الكاملة، لكننى لست سياسيًّا أوكرانيًّا، فبالنسبة لى، كان الأمر يبدو كمشكلة ثانوية، على الرغم من أنه كان يتم تصويره على أنه شديد الجدية ويمثل مصدر قلق كبيرًا، ولكن بالنسبة للسياسيين الأوكرانيين فإنه كان يجب النظر إلى الأمر باعتباره مسألة حياة أو موت.

فهل كان يجب أن يكون هؤلاء السياسيون قادرين على قراءة الخطط والنوايا الروسية؟ وهل كان يتعين عليهم فهم موسكو وبوتين أفضل منا هنا في براغ؟ وماذا عن برلين وباريس وواشنطن؟ هل كان عليهم أن يأخذوا تصريحات الرئيس الروسى التي استمرت شهورًا بجدية أكبر؟ أعذرهم إلى حد ما، فقد كانوا يحملون ورق لعب مختلفًا أيضًا عن بايدن وبوتين، كما تم إقناعهم بالحصول على الدعم الكامل والمساعدة من قبل الغرب.

وقد باتت القضية الأساسية الآن هي مدى جدية المفاوضات التي بدأت، وأرى أن مفتاح نجاح هذه المفاوضات هو الإجابة عن السؤال التالى: أي رؤية لمستقبل أوكرانيا ستجعل روسيا توقف الحرب؟، ويجب أن يأتى رد الغرب على هذا السؤال بأسرع ما يمكن، وذلك لأن كل يوم يمضى دون حسم تزداد التكاليف أضعافًا مضاعفة، وبالنسبة لجمهورية التشيك فإن هذه القضية تعد بالغة الأهمية أيضًا.

ترجمة- فاطمة زيدان

vytisknout

Jdi na začátek dokumentu